ان
الانسان قد يصاب بميكروبات وجراثيم غير مرئية وهذه الميكروبات قد تتسبب في
أمراض مختلفة ، وأيضاً قد يصاب الإنسان عن طريق الجن والحسد والسحر بأمراض غير
معروفة ومجهولة السبب وليس لها علاجـاً ، وقد يصاب بسبب الجن والحسد والسحر
بأمراض معروفة ولكن يعجز الطب الحديث عن علاجها ، فعلى سبيل المثال لا الحصر "
العقم ، والربط ، والنزيف ، والجنون ، والشلل ، وآلام الظهر ، الإلتهابات
الروماتزمية ، والكثير من الحالات النفسية والعصبية " ، وقد يصاب الإنسان
بأمراض عضوية بسبب العين أو المس أو السحر ويمكن علاج هذه الأمراض عن طريق الطب
التقليدي مثل التقيؤ والإمساك والإستحاضة وبعض الحالات النفسيه... أكثر الأمراض
التي تكون بسبب المس أو العين أو السحر لا تظهر بالأشعة ولا بالتحاليل المخبرية
، والبعض منها تظهر على شكل مرض معين وعلى الرغم من تعاطي العلاج المناسب لذلك
المرض أو حتى بعد عمل العمليات الجراحية يرجع المريض كما كان أو ينتقل المرض
الى عضو آخر أو على شكل آخر ، وأعرف شخصاً عمل ستة عشرة عملية منها استئصال
إحدى كليتيه حتى ظهر عليه المس وما أن بدأ العلاج بالرقية حتى تحسنت حالته ولم
يعمل بعدها أي عمليه ولله الحمد والمنة، وفتاة بترت يدها ظناً من الأطباء بأنها
غرغرينه وبعد البتر نطق الجان على لسانها وهو يضحك ويقول أنا السبب " وكان أول
مرة يحضر " ، والقصص الواقعية كثيرة جدا جدا منها ما يفضي الى الموت ولا حول
ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، وكم من انسان عملت له العمليات الجراحية ولكن
دون جدوى هذا فضلا عن الأدوية والعلاجات الطبيعية والجلسات الكهربايئة
.
في الحقيقة أن السحر والعين والمس هي أمراض بذاتها وتتسبب بأمراض تندرج تحتها ،
يقول الله تعالى في سورة البقرة : } فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ
بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ { ، ويقول تعالى في سورة طه : }فإذا حبالهم وعصيهم يخيل
إليه من سحرهم أنها تسعى{ فالتفريق يتم بالوسوسة والتشكيك وسرعة الغضب والتخيل
والربط ... الخ وهذه كلها أمراض ، ويقول صلى الله عليه وسلم : " أكثر من يموت
من أمتي بعد قضاء الله و قدره بالعين ". أكثر من يموت يعني أكثر من النصف ،
يعني الملايين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم تموت بسبب العين ، كلمة يموت
مطلقة وتعني بكل سبب يفضي الى الموت سواء بالإمراض النفسية والعضوية أو
بالحوادث المختلفة . وفي الحديث الصحيح " إن العين لتولع بالرجل بإذن الله
تعالى حتى يصعد حالقا ثم يتردى منه " .
وفي حديث الصحابيان عامر وسهل "فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ مَا
رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلا جِلْدَ عَذْرَاءَ قَالَ فَوُعِكَ سَهْلٌ مَكَانَهُ
وَاشْتَدَّ وَعْكُهُ" ، وفي رواية "فَلُبِطَ سَهْلٌ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم فَقيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ
وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَمَا يُفِيقُ" ، ... فقال صلى الله عليه وسلم
" علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة" فهذه
كلها اوجاع بسبب العين .
وَقَال صلى الله عليه وسلم لأَسمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ
بَنِي أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُ قَالَـتْ لا وَلَكِنِ الْعَيْنُ
تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ قَالَ ارْقِيهِمْ قَالَتْ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ
ارْقِيهِمْ. يعني نحيله بسبب المرض الذي هو العين . وفي الحديث أن رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ صَبِيٌّ يَبْكِي فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ
بِهِ الْعَيْنَ قَالَ عُرْوَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
أَلا تَسْتَرْقُونَ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ ... الخ .فبكاء الطفل يدل على الوجع
والذي هو بسبب العين. ولننظر الى تاثير الشيطان في قصة أيوب: يقول الله تعالى
في سورة ص:{واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب، اركض
برجلك هذا مغتسل بارد وشراب، ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي
الألباب{ يقول السدي في تفسير قوله تعالى : {مسني الشيطان بنصب وعذاب} قال. نصب
في جسدي، وعذاب في مالي. قال المفسرون: إن أيوب كان روميا من البثنية وكنيته
أبو عبدالله في قول الواقدي؛ اصطفاه الله بالنبوة، وأتاه جملة عظيمة من الثروة
في أنواع الأموال والأولاد. وكان شاكرا لأنعم الله؛ مواسيا لعباد الله، برا
رحيما. ولم يؤمن به إلا ثلاثة نفر. وكان لإبليس موقف من السماء السابعة في يوم
من الأيام، فوقف به إبليس على عادته؛ فقال الله له أوقيل له عنه: أقدرت من عبدي
أيوب على شيء؟ فقال: يا رب وكيف أقدر منه على شيء، وقد ابتليته بالمال
والعافية، فلو ابتليته بالبلاء والفقر ونزعت منه ما أعطيته لحال عن حاله، ولخرج
عن طاعتك، قال الله: قد سلطتك على أهله وماله. فانحط عدو الله فجمع عفاريت الجن
فأعلمهم، وقال قائل منهم: أكون إعصارا فيه نار أهلك ماله فكان؛ فجاء أيوب في
صورة قيم ماله فأعلمه بما جرى؛ فقال: الحمد لله هو أعطاه وهو منعه. ثم جاء قصره
بأهله وولده، فاحتمل القصر من نواحيه حتى ألقاه على أهله وولده، ثم جاء إليه
وأعلمه فألقى التراب على رأسه، وصعد إبليس إلى السماء فسبقته توبة أيوب. قال:
يا رب سلطني على بدنه. قال: قد سلطتك على بدنه إلا على لسانه وقلبه وبصره، فنفخ
في جسده نفخة اشتعل منها فصار في جسده ثآليل فحكها بأظفاره حتى دميت، ثم
بالفخار حتى تساقط لحمه. وقال عند ذلك: "مسني الشيطان". ولم يخلص إلى شيء من
حشوة البطن؛ لأنه لا بقاء للنفس إلا بها فهو يأكل ويشرب، فمكث كذلك ثلاث سنين.
وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال: ما كان بقي من أيوب عليه السلام إلا عيناه
وقلبه ولسانه، فكانت الدواب تختلف في جسده، ومكث في الكناسة سبع سنين وأياما.
ثم إن الله تعالى قال: كيف رأيت أيوب؟ قال إبليس: إن أيوب قد علم أنك سترد عليه
ماله وولده، ولكن سلطني على جسده فإن أصابه الضر فيه أطاعني وعصاك. فسلط على
جسده، فأتاه فنفخ فيه نفخة أقرح من لدن قرنه إلى قدمه، فأصابه البلاء بعد
البلاء حتى حمل فوضع على مزبلة كناسة لبني إسرائيل. وأخرج عبد بن حميد عن
معاوية بن قرة رضي الله عنه قال: إن نبي الله أيوب عليه السلام لما أصابه الذي
أصابه قال إبليس: يا رب ما يبالي أيوب أن تعطيه أهله ومثلهم معهم وتخلف له ماله
وسلطانه سلطني على جسده قال: اذهب فقد سلطتك على جسده، وإياك يا خبيث ونفسه قال
فنفخ فيه نفخة سقط لحمه . وهنا يتسبب بالنزيف " الإستحاضه : عَنْ حَمْنَةَ
بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ كُنْتُ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً
فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَسْتَفْتِيهِ وَأُخْبِرُهُ
فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ
اللَّهِ إِنِّي أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَمَا تَأْمُرُنِي
فِيهَا قَدْ مَنَعَتْنِي الصِّيَامَ وَالصَّلاةَ قَال:َ أَنْعَتُ لَكِ
الْكُرْسُفَ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ
قَالَ: فَتَلَجَّمِي قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قَال: فَاتَّخِذِي
ثَوْبًا قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ إِنَّمَا أَثُجُّ ثَجًّا فَقَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ أَيَّهُمَا صَنَعْتِ
أَجْزَأَ عَنْكِ فَإِنْ قَوِيتِ عَلَيْهِمَا فَأَنْتِ أَعْلَمُ فَقَالَ
إِنَّمَا هِيَ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ . رواه البخاري